Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية بدر

الاثنين، 20 نوفمبر 2023

الفتن

 

ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر منذ 8 ساعات ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بيْنَكُمْ وبيْنَ بَنِي الأصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا الحديث: «أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بيْنَكُمْ وبيْنَ بَنِي الأصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. » [الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3176 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]] الشرح: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُؤيَّدًا مِنَ اللهِ سُبحانَه، وقد أعلَمَه اللهُ بَعضَ ما سيَقَعُ قبْلَ قيامِ الساعةِ، وهي عَلاماتٌ على اقتِرابِ قِيامِها؛ لِنَستَعِدَّ بالأعمالِ الصَّالِحةِ لِلِقاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ. وفي هذا الحَديثِ يَحكي عَوفُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه أتَى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ تَبوكَ، وكانت في السَّنةِ التَّاسِعةِ مِنَ الهِجرةِ، وتَبوكُ في أقصى شَمالِ الجَزيرةِ العَربيَّةِ، في مُنتَصَفِ الطَّريقِ إلى دِمَشقَ، حيثُ تَبعُدُ عنِ الحِجازِ ما يُقارِبُ (1252 كم)، وكانت آخِرَ غَزوةٍ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَفْسِه مع الرُّومِ. فوَجَدَه جالِسًا في قُبَّةٍ -وهي الخَيمةُ- مِن أدَمٍ، وهو الجِلدُ المَدبوغُ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ»، أي: سِتَّ عَلاماتٍ تَكونُ قبْلَ قِيامِ السَّاعةِ، ومِن أشراطِها القَريبةِ منها: مَوتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ فَتحُ بَيتِ المَقدِسِ، وقد تمَّ في عَهدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، قال: ثمَّ مُوتانٌ، وهو وَباءٌ يَنتَشِرُ في الناسِ، ويَكونُ كَقُعاصِ الغَنَمِ، و«قُعاصُ الغَنَمِ» داءٌ يُصيبُ الغَنَمَ، فيَسيلُ مِن أُنوفِها شَيءٌ، فتَموتُ فَجأةً، وقد حَدَثَ هذا في طاعونِ عَمَواسَ، حيثُ ماتَ منه سَبعونَ ألْفًا في ثَلاثةِ أيَّامٍ، قال: ثمَّ استِفاضةُ المالِ وكَثرَتُه، حتَّى يُعطَى الرَّجُلُ مِئةَ دينارٍ فيَظَلُّ ساخِطًا غَيرَ راضٍ؛ لِأنَّه يَستَقِلُّها ويَحتَقِرُها، قال: ثمَّ فِتنةٌ، وهي الاختِبارُ والابتِلاءُ، فيَقَعُ تَقاتُلٌ واضطِرابٌ في الأحوالِ، ولا يَبقَى بَيتٌ مِنَ العَرَبِ إلَّا دَخَلتْه هذه الفِتنةُ وتَضرَّر مِن جَرَّائِها. قال: ثمَّ هُدْنةٌ تَكونُ بيْنَكم وبيْنَ بَني الأصفَرِ، والهُدنةُ: صُلحٌ على تَرْكِ القِتالِ، وبَنو الأصفَرِ: هُمُ الرُّومُ، ولكِنَّهم لا يُوفونَ بعَهدِهم، فيَغدِرونَ بالمُسلِمينَ، فيَنقُضونَ الهُدنةَ، فيَأتُونَ لِقِتالِ المسلمينَ تَحْتَ ثَمانينَ غايةً، والغايةُ: هي الرَّايةُ، وسُمِّيتْ بذلك؛ لِأنَّها غايةُ المُتَّبِعِ؛ إذا وَقَفتْ وَقَفَ، وإذا مَشَتْ مَشى، وتَحتَ كُلِّ رايةٍ اثْنا عَشَرَ ألْفًا مِنَ الجُندِ. وفي الحَديثِ: بَيانُ بَعضِ عَلاماتِ اقتِرابِ قِيامِ السَّاعةِ، وأنَّ بَعضَها قد وَقَعَ بالفِعلِ. وفيه: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبُوَّةِ. الدرر السنية 0 0 60 مشاركة مواضيع متعلقة... فضل قضل التصنيف: الحديث وعلومه المصدر: موقع الدرر السنية الوسوم: #الغرب #حروب #غدر #هدنة هل تود

==============

ليل الفتن وسيلها الجارف (الجزء الثاني) 

  عن معاذ -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: «ست من أشراط الساعة: موتي وفتح بيت المقدس، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، وفتنة يدخل حرها بيت كل مسلم، وموت يأخذ في الناس كقُعاص الغنم [داء يأخذ الغنم لا يلبثها ان تموت]، وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا». ليل الفتن وسيلها الجارف (الجزء الثاني) بسم الله الرحمن الرحيم وكما حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – من الفتن، بيَّن أيضا تتابعها في آخر الزمان؛ حتى ذكر أنه «والذي نفسي بيده لا تذهبُ الدنيا، حتى يأتيَ على الناس يوم لا يدري القاتلُ فيمَ قَتَل، ولا المقتولُ فيمَ قُتِل، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهَرْجُ، القاتلُ والمقتولُ في النار» (رواه مسلم) وفي هذا إشارة إلى أنها فتن إذا حلت كانت عمياء صمّاء مطبقة، يصير الناس ‏فيها بلا عقول، وما ‏ذاك إلا لشدة هولها، وعظيم وقعها.‏ عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ [أي جمعها لأجلي] فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ [يعني اَلذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، يريد بالأحمر والأبيض خزائن كسرى وقيصر، وذلك أن الغالب على نقود ممالك كسرى الدنانير، والغالب على نقود ممالك قيصر الدراهم] وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ [قحط شائع لجميع بلا المسلمين]، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ [أي مجتمعهم وموضع سلطانهم ومستقر دعوتهم وبيضة الدار وسطها] وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ [أي الذين هم] مَنْ بِأَقْطَارِهَا [أطرافها] أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا» (مسلم). أخرج مالك في الموطأ عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عَتِيك، أنه قال: جاءنا عبد الله بن عمر في بَنِي معاوية -وهي قرية من قرى الأنصار- فقال: هل تدرون أين صلَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مسجدكم هذا؟ فقلت له: نعم، وأشرتُ له إلى ناحية منه، فقال: هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن فيه؟ فقلت: نعم، قال: فأخبرني بهن، فقلت: "دعا بأن لا يُظهِر عليهم عدوًّا من غيرهم، ولا يُهْلِكهم بالسنين، فأعطيهما، ودعا بأن لا يجعل بأسَهم بينهم، فمُنِعها"، قال: صدقت، قال ابن عمر: فلن يزال الهَرْج إلى يوم القيامة. عن عمير بن هانئ العنسي الشامي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: كنا قعودا عند رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس [شبهه بالأحلاس وهي الأثواب البالية لسواد لونها وظلمتها]. فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟ قال: «هي هَرَب [الهروب والشرود يكون بسبب الفتن] وَحَرب [ذهاب المال والأهل]، ثم فتنة السراء [من السرور وهو كثرة التنعم والافتتان بالدنيا ونعمها] دخنها [يريد أنها تثور كالدخان]من تحت قدمي رجل [أي هو سبب إثارتها] من أهل بيتي يزعم أنه مني، وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع [لا يستقُّل بالملك ولا يلائمه كما أن الورك لا يُلاَئم الضِّلع]، ثم فُتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ [تصغير الدهماء صغرها على مذهب المذمة لها، وقيل تصغير الدهماء، والتصغير في بعض الأحيان يكون للتعظيم، والدهيماء تأنيث الأدهم، والأدهم هو الذي يميل إلى السواد،فهي فتنة كما يبدو سوداء مظلمة]، لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة [أصيب بها وحصل له منها نصيب]، فإذا قيل: انقضت. تمادت [أي كلما قيل: انقضت، تمادت وزادت في الاستمرار وطالت]، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين [جماعتين]: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده». (أحمد). عن معاذ -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: «ست من أشراط الساعة: موتي وفتح بيت المقدس، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، وفتنة يدخل حرها بيت كل مسلم، وموت يأخذ في الناس كقُعاص الغنم [داء يأخذ الغنم لا يلبثها ان تموت]، وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا». (أحمد). ‌ «فتنة يدخل حرها» أي مشقتها وجهدها من كثرة القتل والنهب «بيت كل مسلم» قيل: وهي واقعة التتار إذ لم يقع في الإسلام بل ولا في غيره مثلها. وقيل: غيرها وهي لم تقع بعد. روى البخاري في كتاب الجزية، عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تبوك فقال له: «اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطَى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا تدع بيتا من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم في ثمانيين غاية [أي راية] تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً». هذه جميعاً أشراط صغرى وذِكْرُها لا يدل على مدح أو على ذم، فقد يذكر الشيء على أنه علامة من علامات الساعة وليس هذا دليلاً على أنه محمود أو مذموم، أو على أنه منهي عنه في الشريعة. ففتح بيت المقدس مثلا من الأمور المحمودة. وقوله «ثم فتنة لا تدع بيتاً من العرب إلا دخلته» هذه هي العلامة الخامسة: وهي فتنة تنتشر وتستشري فلا تترك بيتاً من العرب إلا وتدخله، وذكر «بيوت العرب» من باب التغليب، وإلا فقد ورد في رواية عند أحمد أنه عليه الصلاة والسلام قال: «يدخل حَرّها بيت كل مسلم»، فهي تعم المسلمين، ليست خاصة بالعرب فقط، لأنها فتنة شاملة عامة، ولعلها هي الفتنة التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر الذي رواه أحمد وأبو داود وسمّاها بفتنة «الدهيماء» التي لا تدع أحداً من هذه الأمة المسلمة إلا لطمته لطمة.. فتنة عظَّمها عليه الصلاة والسلام وطوَّل فترتها فقال: «كلما قيل انقضت تمادت»، وهكذا فهي فتنة متطاولة، ومن ضمن شرها والعياذ بالله أن الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الرواية التي عند أحمد وأبي داود يقول عنها: «يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً»، يعني أنها شر مستطير، يخرج فيها ناس من الإسلام. قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه». (متفق عليه). أي يا ليتني ميتاً حتى أنجو من الكرب، ولا أرى من المحن والفتن وتبديل وتغيير رسوم الشريعة ما أرى، فيكون أعظم المصائب الأماني، وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "سيأتي عليكم زمان لو وجد أحدكم الموت يباع لاشتراه" وفي تعليق تمنيه بالمرور إشعار بشدة ما نزل بالناس من فساد الحال حالتئذ إذ المرء قد يتمنى الموت من غير استحضار لهيئته فإذا شاهد الموتى ورأى القبور نشز بطبعه ونفر بسجيته من تمنيه، فلقوة الشدة لم يصرفه عنه ما شاهده من وحشة القبور، ولا يناقض هذا النهي عن تمني الموت لأن مقتضى هذا الحديث الإخبار عما يكون وليس فيه تعرض لحكم شرعي. وفي رواية أخرى لهذا الحديث: «والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء» [أَيْ أي ليس ذلك التمرغ والتمني لأمر أصابه من جهة الدين لكن من جهة الدنيا فيفيد البلاء المطلق بالدنيا]. وفي رواية ابن ماجة «وما به إلا البلاء والفتن». قال الحافظ العراقي: "ولا يلزم كونه في كل بلد ولا كل زمن ولا في جميع الناس بل يصدق على اتفاقه للبعض في بعض الأقطار وفي بعض الأزمان". وعن محمود بن لبيد -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت، والموت خيرًا له من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب» (صحيح الجامع:139).

==========

 

أشراط الساعة الصغرى منذ 2013-05-02 عندما يكثر الشحّ ويفشو الكذب وتكثر شهادات الزور ويصبح التشبه بالكفار أمراً سائغاً، بل مطلوباً بحجة مجاراة الحضارة والمدنية، وعندما يتناكر الناس فيما بينهم فلا يكاد أحد يعرف أحداً؛ عندما يقع هذا وغيره فقد آذنت شمس هذه الدنيا بالفناء واقترب الوعد الحق وأزفت الآزفة التي ليس لها من دون الله كاشفة. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند¬ ولا شبيه ولا مثيل ولا نظير:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11]. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد ربه مخلصاً حتى أتاه اليقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ} [لقمان:33]. معاشر المؤمنين: عندما يكثر الشحّ ويفشو الكذب وتكثر شهادات الزور ويصبح التشبه بالكفار أمراً سائغاً، بل مطلوباً بحجة مجاراة الحضارة والمدنية، وعندما يتناكر الناس فيما بينهم فلا يكاد أحد يعرف أحداً؛ عندما يقع هذا وغيره فقد آذنت شمس هذه الدنيا بالفناء واقترب الوعد الحق وأزفت الآزفة التي ليس لها من دون الله كاشفة. تطرقنا عبر ثلاث خطب ماضية عن أكثر علامات الساعة الصغرى ونختم الحديث اليوم إنشاء الله تعالى بما تبقى منها. فمن علامات الساعة الصغرى .... فشو القلم وكثرة الكتابة: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة: ظهور القلم» (رواه أحمد وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح). ومن العلامات، كثرة الشح، والشح هو أشد البخل: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويُلقى الشح» (رواه البخاري). وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "من أشراط الساعة أن يظهر الشح" (رواه الطبراني في الأوسط). ومن العلامات، انتفاخ الأهلة، وهو أن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة» (رواه الطبراني وقال الألباني: صحيح). ومن العلامات، كثرة الكذابين: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم» (رواه مسلم). الكذب في الشات عبر الانترنت. الكذب في المنتديات. الكذب في تلفيق الاتهامات ضد الإسلام والمسلمين. ومن العلامات، كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق» (رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: صحيح). ومن العلامات، التشبه بالكفار: قال صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع» فقيل يا رسول الله: "كفارس والروم؟" فقال: «وَمَنِ الناس إلا أولئك؟». وقد تحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فوقع كثير من المسلمين في التشبه باليهود والنصارى، والتخلق بأخلاقهم. والإعجاب بهم وبأفعالهم. والتشبه بهم في أعرافهم وتقاليدهم وعاداتهم في مأكلهم ومشربهم وتعاملهم ونومهم ويقظتهم. والتشبه بهم في قصات الشعر والتسريحات. ومن التشبه: التشدق بلغتهم دون حاجة أو ضرورة، وهذا كثيراً ما يفعله ضعاف الإيمان والنفوس الذين يظنون أنهم برطانتهم بلسان الكفار يسيرون في ركب التقدم والرقي. ولقد كثر التقليد والتشبه الأعمى وخاصة في الملابس والميوعة وغير ذلك مما انتشر بين النساء من ملابس فاضحة مختلفة الأسماء والمسميات تظهر معها السيقان والأفخاذ والأيدي والنحور والرقاب، تظهر بها بنات المسلمين في الزواج والأسواق والأحياء والشوارع والمتنزهات. ومن العلامات، كثرة النساء وقلة الرجال: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشراط الساعة - وذكر منها - وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد» (رواه البخاري). ومن العلامات، كثرة موت الفجأة: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة» (رواه الطبراني في الصغير والأوسط وحسنه الألباني). كم من رجل صحيح معافى، فاجأنا خبر وفاته دون مرض أو علة؟! من أسباب موت الفجأة: الحوادث المفاجأة، التي يهلك بها الناس فجأة كحوادث السيارات وسقوط الطائرات، وغرق السفن والعبَّارات. فعلى العاقل أن يتنبه لنفسه، ويرجع ويتوب إلى ربه، ليكون مستعداً لبغتة المنية. اغتنم في الفـراغ فضـل ركـوع *** فعسى أن يكون موتك بغتة كم من صحيح رأيتُ من غير سقم *** ذهبت نفسه الصحيحة فلته ومن العلامات، وقوع التناكر بين الناس: عن حذيفة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: «علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها ـ وذكر منها: ويلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحد» (رواه أحمد وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح). كثير من الناس لا يعرفك إلا عند حاجته إليك، البعض يظهر لك الود لكن قلبه ممتلئ حقداً وكرهاً. ومن العلامات، عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً» (رواه مسلم). وهذه ستقع إن شاء الله. فقد ذكر العلماء الجيولوجيون أنه مر على كوكب الأرض عدة عصور جليدية كان آخرها منذ عشرة آلاف سنة، وهو زمن تحوّلت فيه كمية من البحار إلى ثلوج تراكمت في القطب المتجمد الشمالي. ثم أخذت هذه الثلوج بالزحف نحو الجنوب باتجاه أوروبا وأمريكا حتى وصلت إلى شبه جزيرة العرب، والتي أصبحت عندئذ أكثر مناطق العالم من حيث الأمطار والأنهار، فكثرت فيها البساتين والمروج. ويشير الجيولوجيون أيضاً إلى أن العواصف الثلجية التي تضرب أوروبا وأمريكا اليوم ربما تكون علامة على بداية عصر جليدي آخر، وأن هذا العصر الجليدي عندما يكتمل فإنه من المتوقع أن تصبح البلاد العربية أكثر المناطق وفرة بالأنهار والبساتين. وقد استغرب الجيولوجي الألماني "كرونر"(Kroner) عندما عُرِضت عليه ترجمة هذا حديث الصادق المصدوق «لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجاً وانهاراً» وأنها ستعود كما كانت، فأجاب بتعجب بالغ: "إن هذا لا يمكن أن يصدر إلا بوحي". كما أنه عند اكتشاف قرية الفاو في صحراء الربع الخالي بالمملكة، والتي كانت تحت جبال من الرمال، تبين أنه كانت مياه وبساتين في هذه المنطقة وإلا كيف أمكن أن يحيا سكانها وسط الصحراء؟ وقد قدّر الجيولوجيون أن الرمال الموجودة في الصحراء العربية توجد تحتها أنهار وأشجار اندرست بفعل تكاثف الرمال فوقها. ومن العلامات: كثرة المطر وقلة النبات: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً عاماً ولا تنبت الأرض شيئأ» (رواه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله ثقات). ومن العلامات: انحسار الفرات عن جبل من ذهب: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو» (رواه البخاري). وهذه العلامة لم تقع بعد. ومن العلامات، تمني الموت من شدة البلاء: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه» (رواه البخاري). وهذا إنما يكون يكون عند كثرة الفتن وتغيّر الأحوال. قال ابن مسعود رضي الله عنه: "سيأتي عليكم زمان لو وَجَد أحدكم الموت يُباع لاشتراه". وكما قيل: وهذا العيش مالا خير فيه *** ألا موتٌ يباع فأشتريه ومن العلامات، عمران بيت المقدس وخراب المدينة المنورة: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال»، قال ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال: «إن هذا لحق مثل ما إنك ها هنا، أو كما أنك قاعد» (رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني، المشكاة 542). ومن العلامات، خروج القحطاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» (متفق عليه). وسوقه الناس بعصاه كناية عن طاعة الناس له ورضوخهم لأمره. والقحطاني ليس هو المهدي الذي سيخرج أيضاً في آخر الزمان، فإن خروج المهدي يكون من علامات الساعة الكبرى، وسيكون خروجه بعد القحطاني بزمن. ومن العلامات، كثرة الروم وقتالهم للمسلمين: عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعدد ستاً بين يدي الساعة، فذكر منها: ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً» (رواه البخاري). وهذا القتال يقع في الشام في آخر الزمان، قبل ظهور الدجال، كما دلت على ذلك الأحاديث ويكون انتصار المسلمين على الروم تهيئة لفتح القسطنطينية، والتي يعتبر فتحها أيضاً من أشراط الساعة. فعن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله، فحفظتُ منه أربع كلمات أعدُّهن في يدي، قال: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله»، قال: فقال نافع: "يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم" (رواه مسلم). وجاء تحديد أرض المعركة مع الروم وأنها في الشام في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه في سنن أبي داود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة في أرض بالغوطة في مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام». أما عن سبب القتال؛ فقد روى الحاكم في المستدرك والإمام أحمد في مسنده، واللفظ للحاكم، عن خالد بن معدان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تصالحون الروم صلحاً آمناً حتى تغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم -وفي رواية من ورائكم- فتَسلَمون وتفتحون وتنصرون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم: "غلب الصليب"، ويقول قائل من المسلمين: "بل الله غلب"، فيتداولونها بينهم، فيثور المسلم إلى صليبهم وهم منهم غير بعيد، فيرميه، ويثور الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه، فيكرم الله عز وجل تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فيقول الروم لصاحب الروم: كفيناك حد العرب، فيغدرون فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً». وفي رواية أخرى للحاكم: «ستصالحكم الروم صلحاً آمناً ثم تغزون أنتم وهم عدواً فتنصرون وتسلمون وتفتحون ثم تنصرفون بمرج فيرفع لهم رجل من النصرانية الصليب فيغضب رجل من المسلمين، فيقوم إليهم فيدق الصليب، فعند ذلك تغضب الروم، فيجتمعون للملحمة». وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ودابق قرية قرب حلب فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سبقوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فيتنزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكنه يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته». وورد في وصف شدة هذا القتال، ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا (ونحاها نحو الشام) فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام». قلت: "الروم تعني؟" قال: «نعم. وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة. فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيُقتلون (أي الروم) مقتلة إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتاً فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعرف أسمائهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ» (رواه مسلم). الصراع بين الإسلام والنصرانية لن ينتهي بل هو ماض إلى قيام الساعة. قال صلى الله عليه وسلم: «فارس نطحة أو نطحتان ثم يفتحها الله، ولكن الروم ذات القرون كلما هلك قرن قام قرن آخر» (رواه ابن أبي شيبة في المصنف ونعيم بن حماد في الفتن وابن حجر في المطالب العلية وهو حديث حسن). فعلينا إلا الصبر والمواجهة، وسيكون هذا الصراع بين مد وجزر، تنتهي بالمعركة الفاصلة، وبالملحمة الكبرى التي يحشد لها النصارى قرابة مليون شخص تنتهي بالهزيمة النهائية حيث لا يقف الجيش الإسلامي إلا بعد أن يفتح روما العاصمة الدينية للروم، وعندها تفتح الروم، ويتحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، ويتبع ذلك مباشرة المعارك مع الدجال الذي ينتهي الأمر بقتله، وعندئذٍ تضع الحرب أوزارها ويقرب العالم من نهايته، ويتحقق وعد الله بتبديل الأرض غير الأرض، ويعود الخلق جميعهم إلى موجدهم لنبدأ بعد ذلك الحياة السرمدية الأخروية. إن هيمنة البعض على العالم ستزول، وأن هذه القوة المادية وهذه التقنية لن تستمر حتى نهاية العالم. قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]. وفي الحديث إشارة إلى أن المسلمين سيتمكنون من تكوين دولة إسلامية تمثل قوة جديدة في العالم، يلتجئ إليها النصارى، ويطلبون مصالحتها للحصول على مساعدتها في محاربة عدو ثالث. ومن العلامات، فتح القسطنطينية: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟» قالوا: "نعم يا رسول الله" قال: «لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها - قال ثور: لا أعلمه إلا قال الذي في البحر - ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون» (رواه مسلم). والقسطنطينية هي المعروفة الآن بـِ (إسطنبول) من مدن تركيا، وقد حاول الصحابة رضي الله عنهم فتحها فغزوها بقيادة يزيد ابن معاوية وفيه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه ولكن لم يتم لهم فتحها، ثم حاصرها بعد ذلك مسلمة بن عبد الملك، ولم تفتح أيضاً، ولكنه صالح أهلها على بناء مسجد بها، ثم فتحت أيام الترك بقتال في عهد السلطان محمد الذي لُقب "بالفاتح" وستفتح بإذن الله مرة ثانية كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. ومن العلامات، قتال اليهود: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» (متفق عليه). وهاهم اليهود يتجمعون في فلسطين من ستين سنة كما أخبر تعالى في كتابه المحكم: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِى إسرائيل اسْكُنُواْ الأرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا . وَبِالْحَقّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشّرًا وَنَذِيرًا} [الإسراء:104-105]. فقد جاءوا كما أخبر الله عز وجل، وهاهم يزرعون شجر الغرقد ذي الشوك الذي هو شجرهم كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن العلامات: خراب المدينة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي، يريد عوافي السباع والطير» (رواه البخاري). وذلك والله أعلم بعد أن يتوجه الجيش من أهلها لنصرة المسلمين في الشام في مواجهتهم الجيش الروم الجرار كما معر معنا. ومن العلامات، استحلال البيت الحرام وهدم الكعبة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرِّب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصلع أقيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله» (رواه أحمد بإسناد صحيح). وآخر هذه العلامات، بعث الريح الطيبة لقبض أرواح المؤمنين: عن النواس بن سمعان رضي الله عنه في حديث طويل فيه قصة الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج قال صلى الله عليه وسلم: «إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليه تقوم الساعة» (رواه مسلم). اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في دورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجمع شملنا وعلماءنا وحكامنا ودعاتنا ولا تفرح علينا عدواً ولا تشمت بنا حاسداً، اللهم اهد ضالنا، اللهم من ضل وتنكب الصراط اللهم رده إلى الحق رداً جميلاً. اللهم عليك بمن تسلط وآذى ونال من مقام نبينا - صلى الله عليه وسلم -، اللهم سلط عليهم جنودك التي لا يعلمها إلا أنت يا رب العالمين. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم ابسط لنا في عافية أبداننا وصلاح أعمالنا وسعة أرزاقنا وحسن أخلاقنا واستر على ذرياتنا واحفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك. اللهم أحسن خاتمتنا في خير عمل يرضيك عنا ربنا لا تقبض أرواحنا على خزي ولا غفلة ولا فاحشة ولا معصية ولا تمتنا بحق مسلم في عرض أو دم أو مال نسألك اللهم عيشة هنية وميتةً سوية ومرداً إليك غير مخزٍ ولا فاضح. {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56]. اللهم صلَّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن البقية العشرة وأهل الشجرة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين. {إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]. فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم واشكروه على آلائه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفتن

  ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر منذ 8 ساعات ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بيْنَكُمْ وبيْنَ بَنِي الأصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْ...